في صراع الكبار يجب أن تكون كبيرا

أهداف إيران من دعم غزة حسب مشعل هل تحققت؟

وقف إطلاق النار
وليس هناك أي كلام عن شيء آخر.
لا غزة ولا غيرها.

من يحارب من أجل غزة غير موجود إلا في غزة وهم المقاومون الأبطال الذي أثبوا للعالم وللتاريخ معجزة كنا نطالعها في كتب التاريخ

غزة قضية كل مسلم ويجب نصرتها ديانة
لكن مهارة استثمارها كانت ذكية من طرف ايران.
وقد صرح مشعل بوضوح بأن هدف إيران من دعم غزة هدفان: تجميل صورتها وغسلها أمام الشعوب السنية

وهدف خارجي هو رسالة للغرب: نحن من يملك النفوذ في القضية الفلسطينة إن أردت شيئا.

وهذا موجود ع السوشل ميديا لمن أراد التأكد.
والملاحظ أنها حققت هدفها الأول فقد نجحت في تزييف الوعي لدى الكثير بل شوشت حتى على عقول مفكرين وعلماء وسياسيين


وصار عندنا ما يسمى بالتشيع السياسي والفكري السني. بشكل واضح

لكنه يبقى محدودا شعبيا بشكل عام
تلاحظون من بعض النخب دفاعا مستميتا عنها باسم غزة في منشورات من يراهم الناس قامات سياسية أو فكرية أو علمائية.

أما الهدف الخارجي فلم تنجح إيران في تحقيقه: بل كان وبالا عليها فبدلا من أن يتخذها الغرب وسيطا أو تتخذ غزو ورقة ضده.

تم القضاء على مليشياتها في لبنان وسوريا ودمر المفاعل وضربت ضربا مبرحا
وخذلها محور الشرق الصيني والروسي.
أما الصين فتاجر

والتاجر لا يدخل الصراع إلا إن هجمت العصابة على دكانه ومتجره
والتاجر لا يهمه إلا تجارته مع من كانت ..
إيران أو غيرها
هذا لا يهم.
لكن تبقى علاقات واتفاقات قوية تخدم الجانب الاقتصادي

أما روسيا: فالقاعدة تقول المشغول لا يشغل…

فقد دعمت إيران قبل ذلك في سوريا
محاولة المشاركة في النفوذ والاستثمار الحربي.
لكن قضي على نفوذها في سوريا
وهاجمها الغرب إلى عقر دارها في أوكرانيا
وحاصرها اقتصاديا على كل المستويات
والناظر للتكتل الشرقي يرى بوضوح حجم التردد في الدعم الاستراتيجي

ويرى بوضوح أن محدودية دور التكتل في الحرب ودعم الحليف.
إذا إيران تحقق لها من نصرة غزة الهدف الداخلي فقط

فقد انقسمت الأمة إلى فصين في ذلك ..
وغسلت خطاياها عند البعض بغزة ..
وهذا دليل كذلك على فراغ كبير في التفكير الاستراتيجي

تعاني منه النخب
وتتحمل المسؤولية في تبعات ذلك وانعكاساته على الأمة وزيادة شتاتها في الموقف ..
ففي هذه الاحداث رسالة للنخب من العلماء والمفكرين


أن الفقه اللحظي وتجزيء مصالح الأمة دون النظر إلى الكل
يعد تقصيرا في الواجب الشرعي  ويزيد من المفاسد.
وتدارك ذلك مستقبلا بتوحيد الجهود وتوسيع الشورى الفقهية للنهوض بالأمة ومشروعها وتقديم الرأي في النوازل العامة.

أما دول المنطقة

فإن لم تكن الرسالة مقروؤة لها لتشكيل اتحاد اقتصادي وعسكري وصناعي وسياسي
فيقال لها كما يقال للمعذب في قبره: لا دريت ولا تليت.

الخلاصة: نحن أمام صراع مشاريع كبرى بالوكالة وقد تكلمت عنها في المقال السابق بعنوان المشاريع الأربعة

فإن لم يكن لنا مكان بين الكبار سحقنا بين المتصارعين كوقود للصراع .
ولن نكون كبارا إلا بما ذكرناه…   

أ.د. فضل عبد الله مراد

زر الذهاب إلى الأعلى