أخر الأخبار

خارطة الطريق لتحويل سوريا الى ....ما يشبه سلطة عباس في رام الله....!!

بقلم ابو جاد سعد الدين.
إذا قدّس قوم رجال دينهم أكثر من الدين نفسه فأعلم أن هناك خللا كبيرا في عقيدتهم وان بوصلة مستقبلهم تصبح سهلة التغيير والانقياد…وأذا أخلص شعب لرجال سياسيتهم اكثر من اخلاصهم لمبادئها فتاكد أنهم سيُلدغون من الجحر ألف مرة ومرة.
يتناسون أن رجال الدين هم رجاله فان قصروا أو صمتوا عن الباطل تقدم أخرون لخدمته وبقوا هم رجال…ربما لشئ أخر.
يغفل البعض أن رجال السياسية هم مؤتمنون عليها فان أخطاؤا أو تباطؤا…فالمنطق يفرض أن تبقى مبادئ السياسية الشرعية و يرحلون هم.
عقود طويلة بل قرن من الزمان و ما يزال الدين الحق يخسر جولاته أمام الباطل و أعوانه ووكلائه …تضحيات أجيال متعاقبة مخلصة وخير أمة تتراجع أمام انتصارات المغضوب عليهم وأعوانهم.
يتنادى المخلصون بيحثون عن حكيم ينقذ ما تبقى من أحلامهم ويترجم تضحياتهم …فيصدمهم عناد من يقدس رجال الدين أكثر من الدين …يصارعهم من يصطف خلف قادة سياسيتهم مهما كانت اتجاه بوصلتهم!!
يتامل البعض كيف وصل أحفاد أبو بكر الصديق الخالد ذكره بالقران (فان أحسنت فاعينوني وأن أسئت فقوموني) و عمر بن الخطاب فاتح القدس (أخطا عمر و أصابت أمراة) و عمر بن عبد العزيز والذي لم يبقى محتاجا في عهده فبكى خوفا من تقصيره!!
كيف وصل أحفادهم الى هذه الحال…. تلك قصة طويلة من خبائث النظام العالمي.
يعتقد بعض المتفائلون أن عدوهم التاريخي نسى تاريخه وتاريخهم بل وغفل أن إنتصار المسلمين الحق يعني بوضوح خسارة بل إنهيار كل الحضارات المادية القائمة على كثير من تجارة السلاح وزرع الفتن و النفاق واذلال الشعوب.
لم يفهم البسطاء كيف يفكر حكماء الإسلاميين وهم يقنعون جمهورهم أن عدوهم المزمن قرر مساعدتهم في معركتهم المصيرية معه !!!
الفتنة في أقصى محنتها أن يصبح العدو التاريخي صديقا عزيزا و الأخ الصديق عدوا يستحق الحرب ..الفتنة في أقسى لحظاتها أن يختلط الحق بالباطل والباطل بالحق……فيصعب بعدها التمييز بينهما ويستحيل او يكاد تنبيه الاخرين وايقاظهم.
السياسي الساذج وحده من يقبل الولوج الى ساحة النظام العالمي الخبيث والالتزام بقواعده واللعب مع اخرين ممن يملكون سلطة تغيير قوانين اللعبة متى ما ارادوا بل حتى تغيير اللاعبين إذا لم يطيعوا اوامرهم بدقة…ليس اكثر من السذاجة هذه سوى ان يعتقد بعض قادة المسلمين إضافة الى هذا ……… ان ارتمائهم باحضان اعدائهم ووكلائه واللهث وراء ارضائهم ربما يخجلهم (أي اعدائهم !!)او ربما يثير فيهم نخوة الشفقة على ضحاياهم المزمنين!!
ان يحتفل السوريون بخبر بناء برج يحمل اسم رجل كان قد قال قبل اسابيع قليلة ان مساحة اسرائيل صغيرة جدا بالنسبة لجيرانها وانه سيعمل على اهدائها المزيد من الأراضي من محيطها ……ان يفرح أحفاد عمر بن عبد العزيز بنبا بناء برج ترامب الشامخ وكتابة اسمه من الذهب الخالص وربما عباراته هذه ليس بعيد عن المسجد الاموي وان يتم بناءه من رجل أعمال سوري تخرج من مدرسة البوابة الخلفية لتل ابيب ومازال فتلك والله مصيبة كبرى بل ربما تشير الى ان القادم اسوء بكثير مما توقعه اشد المتشائمون.
يسرب بعض المخلصون من محيط القيادة (وهم الاكثرية) ان خريطة الطريق التي وضعها النظام العالمي لسوريا الجديدة مقابل فتح (ابواب الخير والرزق لها!!) ….ستنتهي بسوريا وقيادتها الى وضع يكاد يشبه السلطة الفلسطينية العباسية في رام الله … تنسيق امني متكامل مع أذرع تل ابيب بالمنطقة وتبعية اقتصادية وسياسية مطلقة لوكلاء الدولة العبرية الاقتصاديين والتعهد بحماية حدود الدولة المغتصبة من اي متهور!!! والقبول بتقليم الاظافر تماما وتحريم امتلاك السلاح الفعال عليها ……مما يمهد بعدها لإعلان تغيير جذري للخرائط الجغرافية وخريطة الأصدقاء والاعداء بالمنطقة حسب احلام الدولة العبرية.
خلال عقد ونصف من الثورة المباركة الطاهرة تكاتف خلالها الاسديون مع (اصدقاء الشعب السوري !!) ووكلاء النظام العالمي الاقليميين بتحييد كل قادة المعارضة المخلصين والثابتين على الحق ممن يملكون الدهاء والعبقرية السياسية ابتداء من هرموش ومرورا بعبد القادر صالح وانتهاءا بالساروت حتى لم يبقى من رموز الثورة وقادتها سوى المخلصين السذج او الدهاة المتلونين والقليل من السياسيين المهمشين!!
لا سوري عاقل ولا حتى مجنون سيندم بالتأكيد على رحيل الأسد فوالده من باع الجولان وهما من نكل بالسنة حتى وصلوا بهم الى هذه الحال من الواقعية السياسية المؤلمة ولكن الأمر اخطر من هذا بكثير …..ففي خلال الحقبة الاسدية المقيتة كان الهدف هو اذلال السنة وتدمير البنية التحتية لفكرهم العقائدي والسياسي والعسكري وقد ابدع الاسديون بمعية النظام العالمي بتحقيق معظم الأهداف حتى اضحى الأسد الابن عبئا على اسياده ولم يعد له اي دور اضافي ……المهمة الأخيرة التي فشل بها الاسديون فيها كانت تشريع تغيير بيانات الاعداء والاصدقاء للشعب العريق هذا بل اقتلاع الفكر السني الجهادي الاصيل من جذوره من عقل شعب كان ينادي بكل إيمان (مالنا إلا الله) وهو تحت القصف والبراميل المتفجرة المهلكة ولم يتزعزع ايمانه قيد انملة رغم اهوال السجون والقتل ……مهمة اقتنع نظام العالمي الخبيث انه لا يمكن ان يقوم بها إلا شخص مقدس خارق من طينتهم بل من صلبهم لا يستطيع احد انتقاده او حتى التسائل ولو همسا عن قراراته مهما كانت مفصلية!!او تبدو عكسية.
لم تمر على السوريين المتدنيين بطبيعتهم فتنة منذ قرن كما ستمر بهم خلال الفترة القادمة ….فلم ينجح الفرنسيون رغم قوتهم وبطشهم بتغيير عقيدة السوريين فذهبوا الى تأسيس المملكة العلوية وتسليطها عليهم ….ولم تستطيع الدولة الاسدية رغم اجرامها الغير مسبوق في زحزحة أحفاد الامويين عن عشقهم لمبادى دينهم الحق …..فهل ينجح النظام العالمي الاخبث في ايقاع الدولة الاموية الثانية في فخ حب الدنيا ومتاعها مقابل اقتلاع جذورهم الدينية بعد أن نجح في حصار هذا الشعب العريق وتسليط وكلائه المجرمين عليهم طيلة عقود خمسة ونيف.

زر الذهاب إلى الأعلى